19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ خالد القصار: مشروع الشفيع لتحفيظ القرآن حقق انتشارا في 21 دولة بدعم أهل الكويت

15 ديسمبر 2013

**لانخشى قلة الحفاظ بقدر ما نخشى عدم التدبر في كتاب الله عز وجل والعمل بأحكامه وأوامره واجتناب نواهيه

** نحمل تقديرا كبيرا للأمانة العامة للأوقاف لكفالتها 400 طالب ووزارة الأوقاف لرعايتها 200 طالب

** أهل الكويت الكرام جبلوا على حب كتاب الله عز وجل ورعاية حفظته وتشجيعهم على دراسة علومه

** واجبنا تربية الأبناء على موائد القرآن الكريم لينهلوا من معينه ويتعلموا أحكامه ويتدبروا معانيه ويصبغوا حياتهم بصبغته

 يظل كتاب الله تعالى معجزة باقية ما بقي على الأرض حياة أو أحياء، أيّد الله تعالى به رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلّم، وتحدّى الإنس والجنّ على أن يأتوا بسورة من مثله، فكان عجز البلغاء والفصحاء قديما وحديثا أكبر دليل على سماويّة هذا الكتاب وأنه كلام ربّ العالمين، قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء: 88]، ومن هنا تأتي أهمية انتاج مشاعل من الهدى والنور تضئ الطريق، وتبدد ظلمات الجهل وتراكم المعرفة الإسلامية بحفظ القرآن الكريم ودراسة علومه.

  في هذا الاطار يأتي مشروع الشفيع لتحفيظ القرآن الكريم كأحد المشاريع الإسلامية الرائدة التي أطلقتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في 2011م، و حقق انتشارا واسعا بـ 21 دولة حول العالم، وضم أكثر من 4 آلاف و500 طالب إلى حلقات التحفيظ ومراكزه، بالتعاون مع العديد من الجمعيات الخيرية. 

ومن واجب المؤسسات الإسلامية – كما يقول رئيس مشروع الشفيع الشيخ خالد القصار - أن تعتني بالقرآن الكريم خير عناية، حيث أنه كتاب الله الخالد، وحجته البالغة على الناس جميعا، وقد ختم الله به الكتب السماوية، وأنزله هداية ورحمة للعالمين، وضمّنه منهاجا كاملا وشريعة تامّة لحياة المسلمين، قال تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء: 9]، ومن ثم ينبغي تربية أبناء المسلمين على موائد القرآن الكريم، لينهلوا من معينه الأخلاقيات والأدبيات، ويتعلموا أحكامه ويتدبروا معانيه، ويصبغوا حياتهم بصبغة القرآن الكريم.

   ومن هذا المنطلق – كما يضيف الشيخ القصار- فإن الهيئة الخيرية تولي مشروع الشفيع لتحفيظ القرآن الكريم أهمية خاصة، بدعم من أهل الكويت الكرام الذين جبلوا على حب كتاب الله عز وجل ورعاية حفظته وتشجيعهم، مشيرا إلى أن هذا المشروع رغم حداثة انطلاقته في 2011م، فقد انتظم في صفوفه حتى الآن ما يزيد على 4 آلاف و500 حافظ وحافظة ، ينتمون إلى أكثر من 21 دولة، وتشمل مصر واليمن والأردن ولبنان وتونس والمغرب وموريتانيا والفلبين وتنزانيا وجيبوتي وأثيوبيا وبنغلادش والهند واندونيسيا وقرقيزيا وغيرها، منهم أكثر من 1500 حافظ وحافظة في اليمن الشقيق وحده.

وحول أحدث آفاق هذا المشروع وتجلياته، قال الشيخ القصار: إننا شاركنا مؤخرا في حفل تكريم 300 حافظ وحافظة للقرآن الكريم، دشنته الهيئة الخيرية بالتعاون مع مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك ضمن مشروع الشفيع لتعليم القرآن الكريم، وكان تحت رعاية رئيس الوزراء اليمني، وقد تخلل الحفل الذي حضره عدد من المسؤولين وأعضاء مجلسي الشورى والنواب والسلك الدبلوماسي فقرات إنشادية وفنية إبداعية ونماذج من قراءات الحفاظ والحافظات، وقد أعرب الأشقاء اليمنيون في وزارة الأوقاف اليمنية، وأولياء أمور الحفظة عن تقديرهم للجهود الكويتية المبذولة في دعم ورعاية مراكز التحفيظ والحلقات القرآنية، وشكرهم لأهل الكويت – أميرا وحكومة وشعبا- لدعمهم لهذا المشروع الرائد.

وثمن الشيخ القصار جهود الأمانة العامة للأوقاف لما لها من يد طولى في كفالة 400 طالب بهذا المشروع القرآني، وكذلك وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تكفل 200 طالب، كما شكر المتبرعين الكرام لحرصهم على دعم مشروع الشفيع، لافتا إلى أن هناك مشروع آخر انبثق عنه، ويعنى بكفالة الموهوبين من الأيتام، والعمل على تحفيظهم القرآن الكريم كاملا، لافتا إلى أن الكفالة تشمل الطالب والمحفظ والأنشطة والمسابقات والرعاية المعيشية كما انها تمتد لتشمل أسر الحفاظ.

  وأشار الشيخ القصار إلى أن هناك تقليدا متبعا للتواصل مع الكافل ومفاده، أن يسلم الحافظ المصحف الذي استخدمه في حفظ القرآن الكريم للقائمين على المشروع، لتسليمه للكافل، ومدون عليه من الأمام شهادة من الحافظ بأنه أتم حفظ القرآن الكريم كاملا برعاية الكافل الفلاني، ويسميه، وشهادة أخرى من المحفظ مدونة في آخر المصحف ويقر فيها المحفظ بأن  الطالب حفظ القرآن الكريم برعاية الكافل الفلاني ويسميه أيضا، ثم يقوم المشروع بتقديم المصحف إلى الكافل شاكرا له دعمه ورعايته للحافظ أو الحافظة، مقرونا بتقرير عن أمواله التي دفعها لكفالة حافظ القرآن.

  وحول أهمية حفظ القرآن الكريم قال الشيخ القصار: إن حفظ القرآن سبب لحياة القلب ونور العقل، فعن قتادة قال: "أعمروا به قلوبكم, وأعروا به بيوتكم"، وعن كعب رضي الله عنه قال :"عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل, ونور الحكمة, وينابيع العلم, وأحدث الكتب بالرحمن عهداً، وقال في التوراة:"يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفاً"، مشيرا إلى أن حافظ القرآن الكريم في هذه الأيام يمثل شعاع نور يتحرك على الأرض وسط أجواء من الظلام الأخلاقي الناجم عن اختلال منظومة القيم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

وأردف قائلا: ونحن جميعا كبارا وصغارا مدعون إلى حفظه و تلاوته وتدبر معانيه، ولا ريب أن العناية بكتاب الله عز وجل حفظاً وتلاوة، وفهماً وتدبراً وعملاً من أعظم الأعمال الصالحة، مشيرا إلى عدم الخشية  في هذا العصر من قلة الحفاظ مع تشجيعنا لهم، بقدر ما أصبحنا نخشى عدم التدبر في كتاب الله عز وجل، والعمل بأحكامه وأوامره واجتناب نواهيه، قال ابن عمر رضي الله عنهما: "كنا نؤتى الإيمان، ثم نؤتى القرآن، فإذا نزلت السورة تعلمنا حلالها وحرامها"، وقال أيضا: "ولقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن فيقرأه من فاتحته إلى خاتمته، لا يدري أمره ولا زجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده، ينثره نثر الدقل" ( وهو التمر الردئ).

  وحول دور الآباء والأمهات إزاء أبنائهم قال الشيخ القصار إن من واجبهم تعهد الأبناء بالرعاية وحسن التربية، لكونهم أمانةٌ في أعناقنا، أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بهم ، وسوف نسألٌ عنهم يوم القيامة، وكما يقول صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يعول"، وليس هناك أكثر أماناً وأمنا من أن نحفظ أبناءنا القرآن الكريم، لنحصنهم من كل أشكال الضَّياع، التي باتت تمثل إحدى سمات العصر، فأبناؤنا إن لم نشغلهم بالحق، شغلتهم أنفسهم بالباطل، وقال صلى الله عليه وسلم"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

نسأل الله التوفيق لصالح القول والعمل، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للشيخ خالد القصار  ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت